تسألني:
لماذا تبحث عني أيها الأحمق؟
ألم أخبرك أنني حين أقرر الرحيل، لن تجدني أبدا
لقد ذهبت، وكنت أخبرتك أنني أخشى أن تبقى أحاديثنا تقض مضجعك بعد موتي
لقد حفظت مابيننا، ضننت عليه من الإعلان
وأنت، ماذا فعلت؟
جعلته سلعة، وتريد أن تجعله رواية
ألم تقل لي بأنك تتمنى أن نجتمع تحت سقف واحد، وأن تتفقدني حين أنام لتغطيني
أنا الآن نائمة
هلا أسدلت على الغطاء
أظنك لن تتغير أبدا، وفي هبة انفعال سوف تهدم كل شىء
هل تلومني لأنني لم أودعك
لقد ودعتك
بل أخبرتك بأن النهاية وشيكة، وأنني أريد الذهاب مطمئنة
ومع ذلك أيها الطفل الكبير
انظر حولك، وسوف تراني
لا تتحدث مع أحد في شأني، أنا ميتة الآن، وأحتاج للستر
ألم يخبروك أنهم لن يفتحوا صندوق أشيائي الخاصة
هذا لأنني أخفيت الصدقة
لا معنى الآن لرغبتك في زيارة غرفتي
لأنك زرتها كثيرا
ولأن هداياك الغالية نائمة هناك: البطة الصفراء، والدبدوب، ولوحة العصفورين
كانت جزءا من الحياة
أما الموت فلا شأن لك به
لا تخبراحداً عني بشىء؟
لم اقصر معك ابدا
هاتفتك قبل أشهر من موتي
وأرسلت لك رسالة أخبرك باقتراب النهاية
هون عليك، وكفاك حماقة
ألم أقل لك أننا من عالمين مختلفين
وأننا لابد أن نرفع أيدينا للسماء، ونسلم
لن تستطيع أن تراني مجددا
أيها الطماع
وهبتك آخر أيامي
وقسمت الحب بينك وبين أولادي
أنت ورثتني أولا
ابني، الذي أحب أن أخبئه من الناس
اذكرني بصوت الدعاء
لا بتذكار الحب
أما زيارتي، فمن يعلم ربما أزورك أنا
أو أكون قد زرتك.
•••••••••••
وليد محمود الدقدوسي