قراءة الأستاذ: عاشور زكي أبو إسلام
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
القراءة النقدية الانطباعية
********
العنوان:
**رقم مخفي**
حينما يصبح المواطن رقمًا بلا هوية في وطنه حتى يعد من المفقودين في زحمة الحياة.
حينما يصبح المواطن/ الحبيب/الأخ غريبًا عن أخيه أو أخته أو عشيرته، يصبح المكان صامتًا/ميتًا/ غير مألوف.
**الزمكان**
يظهر المكان من الجملة الأولى في القصة قد يكون شاطيء البحر تقابل عنده البطلة إحدى صديقاتها المتخيلات على ما يبدو. إذ تبدو كشبح مع أن رقمها معروف لديها... وليس مخفيًا كرقم الغائب.
لم يعد لي مؤنسًا بعد رحيل الغائب في قارب الموت.
وهكذا أصبح المكان صامتًا كالهاتف الموضوع على الوضع الصامت. والصمت صنو الموت. والموت وإن كان أمرًا لا مفر منه إلا أنه غير مألوف/ مكروه كالطريق غير المألوفة / طريق الموت عبر السفر والهروب من الوطن الطارد لسكانه بسبب الحرب أو شظف العيش.
والزمان يبدأ من الغياب للأخ/ الحبيب حتى العودة.. عودة الروح للطرفين.. لحظة اللقاء بعد طول فراق عشر سنوات.. تغير الشكل والصوت والهيئة.. ولم يتبق إلا النغمة:" لا يصرخ بوجهي إلا أخي".
هكذا المرأة العربية الطيبة، حيث يتحول الصراخ من الذكر أب أو أخ ذكرى تود تكرارها.. لأن الصمت أصبح قرين الموت.
تذكرته من صراخه في وجهها لإثبات وجوده وبقائه على قيد الحياة.
وكذا تبقى الرابطة الجدلية بين الصمت/الموت، الصراخ/ الحياة.
** الشخصيات**
البطلة: تسرد القصة بصيغة (الأنا) المتكلمة تحكي مأساتها ومأساة الآلاف من أترابها الفاقدات لأحبائهم أب/ أخ/ زوج/ حبيب/ابن.
هي صرخة نسوية لفقدان الذكورة وهروبها أو قتلها في الوطن.
وحينما يكون الأمل في اتصال مجهول/غائب وهو الأقرب إلينا مما بعدت المسافات.
البطل الغائب في غربته، والعائد بعد طول غياب.
الصديقة رغم انعدام صوتها كانت مؤنسًا للبطلة في وحدتها القاتلة.
** الأسلوب الكتابي واللغة**
استطاعت الكاتبة أن توظف اللغة توظيفًا موفقًا.. لغة بسيطة فصيحة حتى في استخدام المونولوج الداخلي.. لا وجود للعامية مما يدل على اعتزاز الكاتبة بالفصحى واتخاذها اسمًا استعاريًا " هويتي الضاد ".
توظيف المكان (شاطئ البحر) رمز الغياب للبطل والحضور في نفس الوقت.
البيئة تتوافق مع البطلة في مشاعرها (المكان صامت/غير مألوف/ الشمس تنفلت/ وداع الغروب/ الانتطار للصديقة وللغائب المنشود في نفس الوقت/ارسال الرسائل في قنينات بطريقة روبنسون كروزو بعد أن أصبح المكان خاويًا من الحبيب الغائب وكأنها في جزيرة خالية من البشر/ عودة الروح والحركة والصراخ بعد عودة الغائب).
**هناك بعض الهنات الإملائية (تتلألأ) والنحوية ( إنه حيٌّ).
في الختام أحيي القاصة المجيدة التي لم تكشف عن هويتها صراحة كاسم؛ لكن ظهرت لنا هويتها كفعل ومشاعر طيبة كشأن أي سيدة سوية في عالمنا العربي..
أرجو ألا أكون أطلت عليكم.
أترككم في أمان الله وحفظه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*********************
بقلم: عاشور زكي وهبة
جمهورية مصر العربية
_______
قراءة الأستاذة: Kholoud Burhan
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
السلام عليكم
قراءتي لقصة هذا الاسبوع
النص جميل جدا لقصة حدثت وتحدث كثيرا في السنوات الأخيرة، تشرح فيها الكاتبة مأساة اجتماعية ناتجة عن حركات الهجرة الكبيرة التي حدثت في الآونة الأخيرة بسبب ظروف الحروب و نتائج ثورات الربيع العربي و غيرها والتي جعلت الآلاف من الشباب يمتطون عرض البحر بقوارب صغيرة ليعبروا من قارة لقارة باحثين عن حياة أفضل مجاذفين بأرواحهم وقد نتج عن هذه الحركة العنيفة للهجرة فواجع لا تخفى على أحد .. ووفيات كثيرة و حوادث حزينة لا زالت إلى اليوم تتكرر لتدمي قلوبنا ..
القصة رومانسية عرضت فيها الكاتبة ذهابها للقاء صديقة لها و فوجئت باتصال من مجهول يتكرر وعندما استجابت لتلك الاتصالات كان الطرف الآخر يرسل كلماته العذبة التي اثلجت قلب الفتاة الحزينة والتي كانت تجاهد نفسها ضد فكرة الفقدان الأبدي لحبيبها او اخيها كما ورد على لسان البطلة لا يصرخ بوجهي إلا أخي و الذي تركها وحيدة تقاسي ذل العمل كخادمة في البيوت لكسب قوتها ..
انتهت الاتصالات بمفاجأة سعيدة وهي مثول أخيها أمامها بصورة حقيقية ..
فكرة القصة رائعة و السرد جميل انتقلت بين الأفكار بسهولة.. بلغة ومفردات بسيطة
وصف المكان جميل جدا عن البحر والغروب و المقاعد الفارغة
تجسيد شخصية الفتاة و التحدث بلسانها و سرد افكارها ..كان متقنا
فكرة الاضاءة على موضوع هام تعاني منه فتياتنا بعد فقدان شبابهن او اخوانهن او ازواجهن كانت موفقة..
النهاية السعيدة الباعثة على التفاؤل ..
فقط ملاحظة بسيطة .. هناك بعض الأخطاء اللغوية و الإملائية لكن يمكن تلافيها بسهولة
كل التوفيق والنجاح للجميع
كل التوفيق الكاتبة المبدعة حدة اتمنى لها المزيد من النجاحات ...
و دمتم بخير جميعا ...
خلود برهان
_______
قراءة الأستاذ: جمال الشمري
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
في البدء أحييكم على اختياراتكم الموفقة دوما لأفضل القصص وأكثرها تقبلا للنقد والتحليل.
أما عن قصتكم هذه ( رقم مخفي)
فقد قرأتها كقصة ذات سياق نفسي
وقد أجادت الكاتبة في استعمال تلك المفردات التي تدل على عمق وخصوصية حالة البطلة
من صمت وفراغ وانتظار القادم
ومشهد الغروب والبحر وموعدها مع رفيقتها
تم توظيف تلك المفردات والمشاعر لتخدم الفكرة وكان لها ذلك.
وقد نجحت الكاتبة في وضع قصة معاناتها اليومية بفقد أخيها ورحلة الموت نحو جنة موعودة بقوارب تتلاعب في أقدارهم وكأن الحياة في بلادنا المفجوعة بالقهر أصبحت لعبة أشبه بلعبة الروليت الروسية
إما نجاة أو موت.
وضعت تفاصيل فقد أخيها في منتصف سردها وفي مكانه الصحيح بحيث أوجدت ترابطا محكما بين الأحداث والحالة
ولعل من أهم شروط هكذا قصص نفسية ووجدانية أن يكون ثمة ترابط وحبكة متقنة
وإلا فلن تكون هناك قصة لمجرد تسطير حالة وهلوسات وحسرة ودموع.
السرد كان بسيطا سلسا وواضحا بدأ بتكريس الحالة ليتبعه ذاك الاتصال الخفي في معمعة انتظار الرفيقة
أنا رأيت الرفيقة في القصة وانتظارها الصعب هي المؤنس والظل والصدى والمرآة وشقيقة الروح التي تنفس بها البطلة عن مكنونها حتى ترتاح.
ليأتي الاتصال الخفي الذي أعاد الروح للبطلة رغم غموضه وكأنه حدس البطلة لكنها غير قادرة على التصديق والكل يؤكد موت شقيقها
لتأتي الخاتمة البديعة
لقد تغيرت ملامح أخيها وكذلك صوته
لكن تلك العبارات التي كان يخصصها لها أكدت حدسها بأنه الأخ الذي انتظرته وحدها رغم كل اليأس الذي أحاطها وتلك الاشاعات التي صدقها الكل إلا هي.
قصة تؤكد أن الأمل هو الخلاص وأن ما نسعى إليه لابد أن يحصل
تلك هي الحياة تذعن لمن أحسن ظنه بالله فيها ومن استمسك بحبال الصبر والدعاء
أشكركم وأشكر الأستاذة الكاتبة هويتي الضاد
على هذه القصة الممتعة.
جمال الشمري
_______
قراءة الأستاذة: Gat Salem
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
حاجة الإنسان للكسب والعمل دفعت بكثير من الشباب للهجرة ، الكاتبة تناولته من منظور الوفاء الذي كان من كونها دفعته للهجرة والندم على أنها ساعدته على ذلك لذلك صار لزاما عليها أن لاتصدق خبر موته، رغم تأكيدهم لها ذلك قطع سبيله البحر ولكن الرجاء بداخلها لم ينقطع، استمرت في حياتها ولكنه ما غاب من بالها وظهر ذلك من كونها كانت على ميعاد لمقابلة صديقتها فبغاتها اتصاله هازا مشاعر حاولت دفنها بعد فقده.
عنوان القصة كان مناسبا ويضع أمام القاريء تساؤلات لماذا هذا الرقم مخفي قد يكون باختفاء الأخ أو الحبيب ليكون مفاجئا حظوره - لا يصرخ في وجهي إلا أخي- وقد يكون رقما يخفي وراءه معاناة العودة فتفرح للقاءه ومن دقائق كان بعيدا .
الكاتبة واعدة ويرافقها مزيدا من الإبداع بالتوفيق لها.
نجاة سالم
_______
قراءة الأستاذ: د.إبراهيم مصري النهر
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
«رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
نص جميل يناقش قضية أودت بالكثير من شبابنا، قضية الهجرة الغير شرعية بأسبابها المختلفة والتي على رأسها الحروب وسوء الأحوال المعيشية
والنهاية سعيدة تبعث على التفاؤل.
مع أطيب الأمنيات بدوام التوفيق للأستاذة الكاتبة، وللقائمين على الاعداد والتقديم.
________
قراءة الأستاذة: Doc Nashwa
نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
نقد القصة القصيرة
قصة مشوقة جدا من بداية العنوان وحتي النهاية عن الهجرة الغير شرعية والبحث عن الهوية المفقودة مع فقدان الوطن.
استخدم الكاتب الكثير من المجاز والاستعارات لوصف حالة الألم والمعاناة والحنين والغربة والكثير من المشاعر المتخابطة.
لم يلتفت فقط الكاتب لبعض الأخطاء الإملائية بداية من العنوان الرجاء ملاحظتها
د نشوه أحمد حسين
______
قراءة الأستاذة: آدو السيد
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
قصة جميلة تناقش قضية مهمة وهي الهجرة غير الشرعية
وتناقش ابعادها وآثارها السلبية حيث الغرق والهلاك وتشتيت الأسر من أجل البحث عن المال
ولكن الكاتب أراد بالقصة ف الأخير النهاية السعيدة للشخصيات
مع وصول الهدف والدرس من نتائج الهجرة غير الشرعية
شكرا للكاتب
_______
قراءة الأستاذ: Ali Omar
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« رقم مخفي » للكاتبة: هويتي الضاد
______
يعجبني التكثيف والوصف واللغة المحملة بمشاعر الالم والجزع والأمل ، واحدة من القصص القليلة التي تنتهي نهاية سعيدة علي عكس ما تعودت قراءته في الفترة الحالية، الواقعية اساس القصة ، هناك بعض الاخطاء الاملائية يمكن العمل عليها
دمت مبدعة
_____
القصة المقترحة لهذا الأسبوع بعنوان:« رقم مخفي »
للكاتبة: هويتي الضاد
« رقم مخقي،،»
•••••
كان المكان صامتا.. كل شيء بدا لي غير مألوف .. تلك المقاعد الفارغة والأشجار الباسقة تتلألؤ منها خيوط الشمس.. اتخذت مكانا لي بأحد المقاعد.. فتحت هاتفي رحت أبحث عن رقمها ولكن اتصالا مخفيا يعيق محاولاتي.. ما عساني فاعلة؟
كيف سأخبرها أنني بانتظارها؟
انتظرت ألا يعاود الاتصال ولكنه استمر .. نظرت للساعة لقد مرت حوالي ربع ساعة ولم أتصل بعد..
وأين المشكل إن أجبت على الاتصال.. ضغطت لأسمع صوتا جميلا.. كأنه لحن يعطي نغمة لكل كلمة.. كأنها قصيدة قد كتبت من أجلي.. اتكأت على المقعد وأصغيت جيدا.. شعرت بدفء الكلمات.. كانت تسري في عروقي .. وسرعان ما انقطع الصوت.. رحت أتحسر لأنني لم أسجل تلك السطور.. ثم نظرت حولي.. لأرى الحركة بدأت تدب المكان.. نظرت إلى السماء لأرى الشمس أفلتت نحو المغيب.. وضعت أصبعي لأتصل بها ولكن الاتصال عاود قبل أن أضغط.. كان نفس اللحن الشجي.. كأنه عصفور يغرد يريد أن يسمع كلماته .. رحت متسائلة من يكون؟
أيترصدني! .. ولكنني انسقت لسماعه .. يالعذب الصوت وأصدق الكلمات.. كأنها رائحة الياسمين تدور حولي.. ماهذا الذي يحدث لي؟
لم لم يذكر لي اسمه؟ أتراه لا يعرفني!
عجيب أمره.. ثم أنا لم أسمعه.. ولا أرد عليه.. لكن صوته جذبني أكثر .. جعلني أبحر في عالم آخر.. يجب أن أسأله.. نظرت إلى الهاتف وقررت أن أرد عليه .. ولكنني لم أفعل ذلك.. سأستمع إذن حتى ينتهي الاتصال.. كنت أحرك أصابعي وأنظر في الأفق البعيد.. أتماشى مع كلماته.. وجدتني أقف على الشاطئ أودع الغروب.. أرسل تلك الرسائل في قنينة.. أحكي عن مأساتي اليومية مذ أصبحت وحيدة.. أنتظر رسالة من وراء البحر.. كان اليوم صعبا حينما قرر أن يجازف على قارب .. لقد فقدته مذ تلك اللحظة التي اختفى فيها أثره مع القارب.. لم يعد هناك لي مؤنس. انقطعت أخباره.. كنت أتنقل بين البيوت لأعمل لديهم بنقود تسد رمقي.. وأعود في المساء إلى وكري أكتب الرسائل ثم أخلد للنوم.. كنت أبعد فكرة أنه سيختفي نهائيا .. كانت صورته تحدثني أنه مايزال حيا.. ولكن ما أخبروني به الذين شاهدوا قاربه الذي ضربته الأمواج حتى استقر على الشاطئ.. كنت أطرد كلامهم عن ذهني لأحيا بالأمل.. وكل نهاية أسبوع أرسل رسائل له علها تصله .. أو يحملها له عابرون في البحر .. كنت أرى نظرات الناس تشفق علي.. ويتهامسون فيما بينهم.. مسكينة مازالت تصدق أنه حيا.. انقطع الصوت فجأة .. نظرت للهاتف .. تلمسته.. وقلت في نفسي لم انقطع؟
سالت دموعي ووقفت عائدة للبيت .. قررت حينها أن أدعو صديقتي يوما آخر.. ولكن ظلا قابلني.. كانت صورته تشبه من ودعته منذ عشر سنوات.. راحت كلماته ترنو على مسمعي.. إنه نفس الصوت الذي كنت أسمعه بالهاتف.. لم أتمالك نفسي.. أيمكن أن يكون هو؟ ولكنه ذو هندام نظيف وعطر يفوح .. صاح في وجهي .. ألم تعرفيني بعد؟
تراجعت وابتسمت وقلت له : لا يصرخ بوجهي إلا أخي.. أشرت بيدي للهاتف " أأنت صاحب الرقم المختفي" أجاب : بلى.
ابتسمت وشعرت بنشوة عارمة رحت أعانقه ودموعنا تسيل من فرحة اللقاء.
الضاد هويتي
__________