« حتى مفرقِ الغسقِ »
•••••••••
ولقد شاهدتُ ظلّي ينحني من
فوق ماءٍ .... فوق ماءْ
فتربعتُ بحضنِ الغيمِ غيثًا
كي أناجي الحقلَ في
دربِ المساءْ
ونشرتُ الحُلمَ
حتى جفّ يأسٌ
واستراح البالُ وانجاب الشقاءْ
واستجابَ العطرُ في الأزهارِ
حتى فاضت الوديانُ والتلاتُ
في جو الصفاءْ
ليس في قولي حقيقةْ
كنت أهذي
لا تصدقْ ما أقول!
لكنِ اسمعني مليا
وأعد لحنَ التشظّي
كي يعودَ القلبُ حيّا
فلكَمْ غنّيتُ نفسي
ورفعتُ الآه جهرا
أين نحن الآن... قل لي؟
ملأتنا الريحُ حِبرًا
ومحت أسطرنا
كيف نعلو الآن سطرًا
ونخطُّ الحبُّ سفرا؟؟
هيهاتَ أروي لبيتِ الريحِ أغنيتي
شتانَ شتانَ بين الحبِّ والنزَقِ
أقولُ للحرفِ يا لحنًا يُزنّرني
ما أعذبَ الخطوَ بين العطرِ والحبق!
تعالَ لمَّ الخُطا من بعد بعثَرَةٍ
واقرأْ على وقعها تعويذةَ الفَلَقِ
إني احترقتُ وناري لا انطفاءَ لها..
هلّا استكانَ الهوى في الروحِ في رمَقي
في زفرة الآهِ صَبري شجّ صخرتَه
فيا زهورَ الأسى ثوري بها انطلقي
تفتّحَ النورُ من نيران قافيتي
يدعو حقولَ المنى
ضجّي هنا
استبقي
العرسُ للنورِ والنيرانُ تلفحُني
ما أعمق الجرحَ حين النزفُ كالغدق!
سنابلُ العشقِ شقّتْ عتمَ تربتِنا
حتى استطالت بريقًا في سما حَدَقي
قد كنتُ بهجةَ زيتونٍ صَفا ألَقًا
لعبتُ بالنجمِ حتى صاح بي احترقي
وتينةٍ عند ركنِ الدارِ ترمقُني
في موسمِ التين غُلّي ها هنا اغتبقي
ما بالُها اليومَ صارت للدروبِ دُمًى؟
يا موسمَ الحبِّ رجّعْ موجةَ الغرقِ
واكتبْ على جذعها أنّ الصلاةَ هنا
من آية الفجرِ حتى مفرقِ الغَسَقِ
••••••
حنان شبيب