كنتَ تهوى العواصمَ كثيراً..
و تتشعّبُ بالحديثِ عنها و أنا أُصغي إليكَ كطفلةٍ تهوى الحكايات..
فتخبرني مرّةً عن أناقة باريس.. و مرّةً عن كلاسيكيّةِ روما..
و مرّةً عن حضاراتِ اسطنبول..
و تعود لتقف في منتصف الحديث و تقول لي.. هل تعرفينَ أنّ لعينيكِ سحرٌ يفوق كلّ تلك العواصم مجتمعة..
أبتسمُ لقدرتكَ الغريبة في تحويل مسارات الحديث..
و تتابعُ حديثك بانسيابيّتكَ ذاتها.. أنا أهوى السّفر.. تعلمينَ ذلك.. و لكنّك تثيرين داخلي شوقاً بالبقاء.. بالسّكن.. بالإستقرار..
حتّى يديكِ النّحيلتين تشدّانني بمكرٍ لأقبّلهما و أقضي بقيّة حياتي و أنا أراقبُ تفاصيلهما..
و هذه الإبتسامةُ الصّغيرةُ الّتي تنفرجُ من فمك كانفراج الصّبح بعد ليلٍ دامسٍ تصيب لغتي بارتباكٍ تام..
يا عاصمة حبّي الأزليّ.. يا مهجةَ القلب.. خذيني إليكِ مرّةً و لا تتركيني..
ثوري بوجه كلّ من يريد فراقنا.. انتفضي بوجهه .. و ارسمي لقلبي كلّ صباحٍ خارطةً حدودها أنتِ.. خارطةً أسير على بدايتها الجديدةِ كلّ يومٍ دون ضجرٍ.. دون تعبٍ..
مادمتُ سأصلُ في النّهاية إليكِ..
•••••
Halla khalel