(على شُرفةِ العام 2022 )
......................
بعيد، وهذا العام بانت طلائعُهْ
ولي عند عينيها فؤادٌ وبائعُهْ
.
وورد، وميلاد، وشمعٌ ملوّنٌ
وفي داخلي من بيدر الحزنِ شاسعُهْ
.
كتاباً أناجي سِفر عمري كأنني
أقلّبُ في سِفرِ الأسى وأُطالعه
.
فأفراحه نسرٌ، وأحزانه مدى
وقفرٌ مجاليهِ، وجُردٌ مرابعُهْ
.
فيا فرحة الدنيا، وبي طفل رغبةٍ
تحاولُ لمس المستحيلِ أصابعهْ
.
تمرين كالغيثِ الشحيحِ بصدره
وكانت لنبت الوردِ أرضا أضالعه
.
وكم يخذل الصحراءَ إرعادٌ غيمةٍ
وإن بانَ منها بارق الغيم لامعُهْ
***
تجلّي على غيري لك العمرُ فاتحا
ذراعيهِ حيث الحبُّ غُمرٌ منابعُه
.
لك الأرض والدنيا بكاملِ سحرها
وما أنا إمّا نالكِ الخيرُ مانعُه
.
وخلي بقايا أمنياتِي وشأنها
فلي منكِ فيما راحَ حبٌّ وضائعٌه
***
إلى واهم الأفراح يركض قلبُنا
وتسبقه نحو السرورِ مدامعُه
.
فياشمسَ من غابوا ،وياظلّ بسمةٍ
تغافله عينيْ، وقلبي يتابعهْ
.
عجبت لمن ماتوا ولم يعرفوا ولم
يذوقوا زعافاً كالذي أنا جارعُهْ
.
تلومينني باليأس يركض في دمي؟!
أنا ما صنعتُ اليأسَ، هجركِ صانعُه
.
وقد يرزقُ العصفورُ ماليس كدّه
ولايحصد الإنسان ماهو زارعه
.
فلا تأخذيني بالسوادِ ملامةً
إذا الليلُ آخاني، وجمّت مواجعُهُ
.
فما (أخضرٌ) بي غير قلبي وشوقُه
وما (أبيضٌ ) بي غيرَ شيبي ولامعُه
.
ولاتعذلي العمر الذي مرَّ حُلوهُ
فشابَ على بابِ المرارات يافعُه
.
توابعهُ تهنا بإرجاف قلبه
وتسحبه نحو الجنون زوابعه
***
ربوتُ بحيث البوم حطّ رحالَه
وحيث غراب البينِ طابت مراتعهْ
.
عراقٌ أنا – تدرين – أبعادَ غربتي
فحزني وهذا العمر: ثدي وراضعه
.
أرى في أكاذيب الحبيب ملاحة
وتعجبني أعذارُه وذرائعه
.
سأصْدُق إمّا قلت: قطّعَ مهجتي
وأكذب إن صرحتُ أن سأُقاطعُهْ
.
هو العشق لوتدرينَ ، حزنٌ نحبّه
فلا السهدُ يقصيهِ ، ولا الدمعُ مانعُهْ
.
فأوله خمرٌ، وثانيهِ سكرةٌ
وثالثه وجدٌ وحبّك رابعهُ
.
وقد يبعج الصوفيُّ دفّ جنونِه
إذا انجذبَت من ذكرِ ليلى مسامعهُ..
.
.