قبلَ يومينِ
مِن خضوعِ المحالِ
عادتِ الشَّمسُ رغمَ أنفِ الزّوالِ
واستقرَّت..
بأضلعي واستمرَّت
تنثُر الدّفءَ مِن نفيس اللآلِي
ودعوتُ الهلالَ حتى يراها
بطقوسٍ.. وفيّةٍ للجمالِ..
غيرةُ النَّهرِ أوسَعتنا اشتياقًا
لعِناقٍ.. يُعيدُ رَسْمَ اللّيالي..
لهفةُ الشَّمسِ
في كؤوسٍ عذارى
لامسَت ضاحِكًا بثغرٍ زُلالِ
يا نهارَ الهوى/ دعوتُ استجِب لي
وأتِ باللّيلِ مُسكِرًا لاحتفالِ
رتَّبَ الشِّعرُ للمُحالاتِ عيدًا
ولقاءً يريقُ خمرَ السُّؤالِ
وهُدوءًا
بقربِها مُخمليًّا
فوقَ منفايَ رغم أنفِ ارتحالِي
وانسجامًا مُقدّسًا/ وحريرًا
من مجازٍ مُعتّقٍ ومُسالِ
يستديرُ الضّياءُ/ أَدنُو
وكَونٌ شاهِقٌ.. يجلسُ الضّحى؛ في الخيالِ
قُبلةٌ/ والوجودُ يَنسَى وُجودًا
- يا فتى الماءِ لستَ في خيرِ حالِ
(أنتَ) في رحلةِ الزّمانِ رنينٌ
يغرسُ الشّوقَ في حنايا بلالِ
(أنتَ) بيتهوفنُ الفصولِ الحيارى
بارعُ الحزنِ مُولعٌ بالوصالِ..
(أنتَ) مَن أخضعَ القوانينَ للحُبِّ
هو النّبضُ مترفٌ بالكمالِ
(أنتَ) مَن أنزلَ الشّتيتينِ قصرًا
من بكاءٍ وفرحةٍ واعتلالِ
(أنتَ) مَن ذوّبَ الرّحيقَ لترضى
أمُّكَ الأرضُ فانتصِب كالجبالِ
قبلَ يومَينِ، بعد أن.. والتقَينا
يا ربيعَ الهوى/ وتسألُ مالي!!
أنتَ بعضي/ لا والذي..
أنتَ كُلٌّ يتجلَّى على رصيفِ ابتلالي
أنتَ معنى أنّي قبضتُ شهيقًا
لا يُرى/ غيرَ أنّهُ (....) مِن خلالي..
أنتَ معنى..
أن أبصِر الحلمَ روضًا
لم أذُق منهُ غيرَ نكهةِ هالِ..
هكذا الحبُّ
واقعٌ مِن منامٍ
ومنامٌ يصيحُ هيا تعالي..
هكذا..
والأذى وداعٌ ثقيلٌ
بعد قُربٍ وضمَّةٍ واحتلالِ..
هكذا تجمعُ النّقيضَينِ
تُغري اللّيلَ أن يحضنَ الصّباحَ المثالي
هكذا..
الشّمسُ والهلالُ تلاقَا
في مدارٍ مُسوَّرٍ بالجلالِ
هكذا الحُـبُّ حين يعلو حنينًـا
أخضرَ الرُّوحِ رغمَ أنفِ المُحالِ
#مصطفى_مطر