"حَقيقيٌّ فِي جِهاتِ الوَهمِ"
صَــوْتًا أُهيّــئُنِي لهَجْـــرِ زَمـَانِي
أمْضِي وَيخذُلُني صَداهُ الحَانِي
أمْضِي وتُنكِرُني مَرايــَا رِحلَتي
فأضِيـــعُ مِـنّي إذْ هُنـــاكَ أرَانِي
فَأضجُّ أُشعِلُني بِبعضِ قَساوَتي
ليُضيءَ ذِكرَى خَيبَتي نِســيَانِي
وألمُّ مِن وَجهِ الشّتاتِ مَلامِحي
وأدسُّ فِي جَيبِ الضّياعِ أمَانِي
المَـــاءُ كُــنهِي هَــا أنَا مُتمَـــوّجٌ
صَــبرًا نَقيّــًا فِي لظََى شُــطآنِي
جِسْــرًا أُشَـيّدُني لَعــلَّ مَدارِكي
تَجتــازُ مَعرِفَـــتي لِوعــيٍ ثَــانِ
مَا زِلتُ أَرسُــمُ فِي خَياليَ أنهُرًا
تَجرِي بِمِــلءِ ضِفافِــها ألْــوَانِي
مَا زِلتُ أَسبِقُني وَأغتالُ المَتاهاتِ الّتي كمْ شَوّهتْ عُنوَانِي
مَا زِلتُ أَطلِقُـني جَناحـًا عاشِـقًا
ليطيـرَ من عُــشِّ الأنَا إنسَــانِي
وَأبثُّ غَيـمًا للسّــماءِ خَطيــئَتي
فَيــزِخُّ غَيــثًا بَاسِــــمًا إيمــانِي
أتلو كِتابَ الصّمتِ أُتقِنُ حُنكةِ التّجويدِ قَطٌّ لا يَخيبُ لِسَانِي
دَمعِـي يُفَسِــرُني فَيُــدرِكُ أنّنِي
وَحيٌ حَزيـــنٌ والأسَــى قُرآنِي
وَحْدِي وَهذَا الشّعرُ كُلُّ حَقائِبي
وَأسِــيرُ لَحْنًا والـدُّروبُ أغــَانِي
هَيهاتَ أمْنحُ للنّشــَازِ مَلامِـحي
والحُـزْنُ كَــوّنهَا بِشَــكلِ كمــَانِ
وَأنَا بَقايــــَا غُنْــــوةٍ صُــــوفيّةٍ
أنْغــــَامُها عُـجِنتْ بِشَـــدوِ أذَانِ
هَيهاتَ تُخْدعُ بالظّـَلامِ قَصَائِدي
والضّوءُ يُنسَجُ مِن خُيُوطِ بَيانِي
وَلأنَّ فِي كـُـلِّ الجِهـَاتِ تَمــرُّدِي
قرّرتُ أنْ يَبقَى الرّحِيـلُ مَكانِي
حيدر الكعبي ▪︎ ٢٠٢١/١٢/٢٦