سَفيرةُ سِلمٍ في ضجيج عُداةِ
وبيرقُ نصرٍ في هَديرِ جُناةِ
جليسةُ كلِّ القانتينَ وراحُهم
برُوحِ جليلِ الآي والرّحماتِ
تشدُّ إزارَ التّيه عَن وكنَاتها
ويسرَحُ مشدوهٌ بفيضِ سماتِ
عَلى نَاي لحنِ الحُزنِ تبكي حُروفُها
وتأسَى على دَمعِ الحُروفِ دوَاتي
وتحنُو كحضنِ الرّوضِ حينَ سعادةٍ
كأنَّ شذاها عابقُ النفحاتِ
مقاماتِ عزٍّ قد تفرَّدَ وصفُها
كتابٌ تبنّى الخلدَ في الصّفحاتِ
فصُولا كما الأنواءِ يرشَحُ حالُها
برفعٍ وضَمٍ في المَكانِ مُؤاتي
ذؤابةُ كلِّ النّاطقينَ وفخرُهم
وديدَنُ وَحي الدّينِ في الصّلواتِ
جَفوتُ جميعَ الخلقِ دونَ حَبيبتي
فمنها أرجّي الصّحو بعدَ سباتِ
أطُوفُ على دلِّ البيانِ وأنتشي
بجَمعِ نفيسِ الدُّرِّ والصّدفَاتِ
إليهَا صروحَ العِشقِ أبذلُ مهجَتي
فما زلتُ في العشّاقِ دونَ هُواةِ
أشدُّ رِحالَ العلمِ أطلبُ ودَّها
لعلّي أحوزُ اليَومَ فضلَ هباتِ
سميرة المرادني