........
( بورتريه عراقي) :
كطيرٍ لا يطيرُ، ولا يحطُّ
يجاذبه بكفِّ الطفلِ خيطُ
تُبلّلُ رِجلها بمياه شكّي
فيجفلها اليقين ولا تغطُّ
تُكابر إذ يمرُّ بها ندائي
وتسمعهُ ولا يهتزّ قُرطُ
وتوصي شَعرها بقبولِ كفّي
تقولُ: أصابعُ الشعراء مِشطُ
***
بلاد الناقشين دم المراثي
على صلصال ماكتبوا وخطوا
.
وصلتُ إليكِ من دمع الحكايا
ولم أحفل بقهرِ اليُتم قطّ
.
وما أخبرتُ جلدي في رحيلي
بأن شعاع هذي الشمس سوطُ
.
أنا خبز الوعودِ، صيام أرضٍ
سنابلها لجوع الطير لقَطُ
.
أتيت إليك من عمرٍ صبيٍّ
يباغته على المرآة وخطُ
.
بمنسأةِ الفراغ سندت جذعي
ودود الأرض أسفلَها يقطُّ
.
بلادي حيثُ يبني البومُ بيتاً
ويرحل عن فرات الخوف بَطُ
وحيث الحزنُ أقربُ من وجيبٍ
وحيث العيد تسويف ومطُّ
.
وحيثُ صحا على النكباتِ أهلُ
وناموا في مرارتهم وغطوا
.
وحيث فهارس الأخطاء صحٌ
وحيث الدمُّ والأوراق خلطُ
.
وحيث تُجر بردته، ويؤذى
نبي ماله في الناس رهط
.
وحيث بيادر القداح قفرٌ
مواسمها، وجيب الغيم قحطُ
***
إلى كم لاشموس، الليالي
خفافيش على الأقمار تسطو
.
ويذبح صرخة الكلمات سيف
ويشهر ضد وجه الفكر سخط
.
ويضرب حول بيت الشعر قوس
ويسحب تحت مايحكيه خطُ
.
فيا ظمأي ولست أريدُ غيثاً
سيكفيني من الشلالِ نقطُ
.
سأصرخ معلناً شمسي لكي لا
يخبئني بجنح الليل إبطُ
.
ولست بطالب نصرا ولكن
ينغص عيشة الفئران قط
***
كبرنا ياعراق وما كبرنا
كأطفالٍ إلى السبعين نخطو
.
ووجهك دفتر، والحزن حبر
يخطّ على غضونكَ ما يَخَطُّ
.
على قلقينِ وجهتنا الأماني
ودربك حسرةٌ، وخطايَ فَرطُ
.
إلام وأنتَ من موجٍ لموجٍ
تُجاذبه ، وما في الأفق شط ؟
.
أتعطي ثم تعطي، ثم تصحو
على خيباتٍ من عاشوا ليعطوا
.
وتنهشكَ المنايا هاشميا
وتطفئكَ الطفوفِ وأنتَ سبطُ ؟!
.
فياوطني ولوكذباً أجبني
أبين الحبّ والآلام ربطُ؟
.
أحتمٌ أن أُذَلَّ وأنت مني ؟!
وهل دمعي – لكي ترتاح - شرطُ ؟!
...
.