عَدا الفؤادَ فَيُشفَى
حِينَ يَنتَقِمُ
جُرحِي قَدِيمٌ
ولَكِنْ بُرؤهُ بِيَدِي
فبَلسَمُ الجُرحِ إن جارَ الزَّمانُ دَمُ
أخشَى مِنَ المَوتِ لا أخشاهُ مِن جَزَعٍ
لَكِنَّ عُمرِيَ إن لَم
أنتَقِم عَدَمُ
ورِحلَةٍ في صُعُودِ الرُّوحِ أعشَقُها
إذا دَعَتنِي إلى عَليائِها
القِمَمُ
ماذا مِنَ العُمرِ يَبقَى حِينَ نُهدِرُهُ
بالمَجدِ نَحلُمُ إن لَم
يُنجَزِ الحُلُمُ
مُعَبَّأٌ بِهَدِيرِ الثَّائِرينَ وما
لِصَرخَتِي في عِراكِ
الجَائِرينَ فَمُ
وأُرخِصُ النَّفسَ لا جَحداً لِعِزَّتِها
فَأهوَنُ القَومِ أغلاهُم
إذا انهَزَمُوا
إنَّ القُرُونَ تَوابِيتٌ مُهاجِرَةٌ
نَحوَ الفَناءِ
فَمَنصُورٌ ومُنهَزِمُ
واللهُ يَجمَعُ
أهلَ الأرضِ قاطِبَةً
إذ ذاكَ حَيثُ يَدُعُّ النَّادِمَ النَّدَمُ
ما أقسَمَ اللهُ إلا كَي يُعَلِّمَنا
أنَّ الخَلِيقَةَ سَطرٌ
خَطَّهُ القَلَمُ
حاوَرتُ كُلَّ
بِقاعِ الفِكرِ في وَطَنٍ
مِن فِكرِ أسلافِهِ يُستَنسَخُ الكَلِمُ
فَكُنتُ
كالمُزدَرَى في قَومِهِ وبِهِ
إذا تَكَلَّمَ أو في قَومِهِ صَمَمُ
حاوَرتُهُم
وجِمارُ الحُبِّ في كَبِدِي
حَتَّى عَجَزتُ وجَمرُ الغَيظِ يَضطَرِمُ
مَن يَقصِدُ النُّصحَ لا يَحتاجُ مَعرَكَةً
ولا إذا خابَ يَثنِي عَزمَهُ
النَدَمُ
رُحِّلتُ عَن زَينَةِ الدُّنيا وزِينَتِها
بَينَ النَّجاةِ وبَينَ
القَتلِ أنقَسِمُ
فَما وَجَدتُ جِواراً مِثلَ جِيرَتِها
ولا طَرِيقاً بِهِ تَستأنِسُ
القَدَمُ
مُشاغِباً كُنتُ ألهُو في أزِقَّتِها
فَهَدَّنِي إذ نَأيتُ الشَّوقُ
والهَرَمُ
عَزيزَةٌ عَبرَةُ المَنفِيِّ مِن بَلَدِ
لَهُ بِذِمَّتِهِ إمَّا نَجا
قَسَمُ
يَمُرُّ في دَمعِهِ
كُلُّ الَّذِينَ قَضَوا
مِنَ الأحِبَّةِ والأطيافُ تَبتَسِمُ
فَقدُ الأحِبَّةِ وَجدٌ لا يُعادِلُهُ
عِندَ الأحِبَّةِ وَجدٌ
فالحَياةُ هُمُ
لِي في المَعَرَّةِ
جُدرانٌ وأعمِدَةٌ
عِندَ النَّوازِلِ ساوَى بَينَنا الألَمُ
كَأنَّ قَلبَ حُطامِ البَيتِ مُنفَطِرٌ
وخافِقِي طَلَلٌ قَد
صَابَهُ الهَدَمُ
إنَّ المَعَرةَ إن عَانَت أو انتَصَرَت
فَلَيسَ يَرحَلُ مِن آلائِها
الكَرَمُ
•••
"عبدالعزيز الصوراني"