لا يهمنا الطريق ولا تهمنا الدروب الوعرة للحياة فنحن فيها عابرين وليس إلا، صعودا و نزولا نحن مستمرين في وعلى هذا الطريق، وتبقى خطيئة الذاكرة في ما نريد نسيانه هي ذلك الاختناق، هي مشاعر تأتي من روح الكتمان و في دار القلب يكبر الداء وبعين العقل نكن لها المقدار، بين قوتين ذات أسين متتالين نحصر بغبطة ما يحاصرنا.
حقا هذا مؤسف، مؤسف جدا، وإلى أبعد حد مؤسف حاد كحد السيف، فهناك أشياء لم نخبر عنها أحد ولا نجد السبيل لتلك الأشياء التي نحن حاليا نتعافى عنها، ولا أحد قادر على إزاحة أو إماطة الأذى عن القدر المحتوم علينا، يمكنك أن تصب علي قصائد العاشق الحلاج وكل الشعر الصوفي وكذا تأتي بالقديم والجديد للذين يشكون غرامهم لنور الوجود، وحتى أنك في ذواتنا وبالضبط في داخلنا لن تنبش بقطعة قديمة أو تجد ذريرة في كون عزلتنا، والغصن ثنى حين مال بنا الوجود وأوراق الحياة معبأة مثقلة بالذل اللاهث.
حقا ليس مؤسف فكل شيء سيزول وعن قريب سيكتمل الزوال ونرى الملاذ الآخير، سنشاهد كلنا وعلى شاطىء البحر الروحاني اللوحة والقطع الموسيقية النادرة، وكل واحد منا يرى ما رسم منه و عنه، و ما رسم لغيره، وكل شيء يبدأ من جديد، من جديد هناك ما يختارنا، ودائما منبع الخير يأتي من أرض المعاناة ومن ما لم نتمكن منه و نتعافى منه أي وبكل دقة هذا مغزى ما اختارنا : صميم القدر!
•••
"حبيب مدادي"