ذاكَ الرغيفُ بكفَّ أمي
كانَ يُشبِعنا حناناً
حين كنا في زمانِ الحبِّ
سنبلةً تجودُ بألفِ حبّةْ
وتقولُ ضحكتُها :
تعالوا تحت جنحي كصغارِ الطيرِ
نغدو مترَفينَ ، وقلبُها نبنيهِ
عشّاً فوقَ عشِِّ في محبّةْ
وعناقُنا ضحِكاتُ عينِِ
إذ ترى في كلِّ وجهِِ مَنْ تُحِبّهْ
ثم
الزمانُ تلا روايةَ غدرهِ
تاهتْ عصافيرٌ ، تكسّرَ جنحُها
وسماؤنا امتلأتْ غيوماً من سرابِِ
وسرابُ الغيمِ لا تُمطِرُ سُحبهْ
كيف السبيلُ إلى العناقِ الآنَ ؟
وكلُّ طيرِِ في بلادِ اللهِ
يسكنُ غُربةْ
وفؤادُ أمي قد خوى
لسنا ك ( موسى ) كي نعودَ لحضنِها
واليمُّ قد جرفَ السفينَ بدونِ أوبةْ
فلتربطي أماهُ قلباً فارغاً
ولترتجي فرجَ الكريمِ
توجّهي صوبَهْ
••••••••
Refaa Saeb