لأنك ثائر لم تخشَ حكما
فأنت على المدى أعلى وأسمى
لأنك شاعر لم ترضَ ذلّاً
وشعرُكَ غارةٌ و الظلمُ مرمى
فأنتَ مجاهدٌ بحروفِ عزٍّ
و قد يبدو الجهادُ هدىً وعلما
لأنك رافضٌ لظلامِ ليلي
علوتَ إلى السما قمراً و نجما
لأنك في خريف اليأس تأتي
نقشتُك في ربيع العمر رَقْما
و كل محبة أسطيعُ ظهراً
لها إلا غرامك جاء رَغما
لأنك رايةٌ بالحقِّ تعلو
بنورك يهتدي من كان أعمى
لأنك لم تخنْ دمعَ الثكالى
و لم تتركْ عبيرَ الوردِ مُدمى
لأنك لم تزلْ ليثاً هصوراً
إذا حان اللقا تزدادُ عَزما
لأنك صُغتَ من كفيك شعراً
و من دمك الطهور جعلتَ رَدما
لأنك لم تصالحْ في دمائي
فإني لم أضيّعْ فيك حُلْما
لأنك في رياضِ المجدِ تمضي
جعلتُك كالشذا عبقاً و شمّا
لأنك ترتدي ثوبَ المعالي
وترمي في صدور الغدر سَهما
لأنك ترفعُ الراياتِ حقّاً
رسمتُك في وشاحِ الصدر وَسما
لأنك صامدٌ تقتاتُ صبراً
ستبقى في العلا جبلاً أشمّا
لأنك حارسٌ للثغرِ تحمي
حنيتَ لأجلك الهاماتِ كرمى
•••••••
علي حاج حمود