الاختزال..دعوة للتحريض..متابعة واستكشاف
قراءة متعمقة مكثفة
بقلم الأديبة العراقية/ هناء العامري
لنص « برهان »
للقاصة الجزائرية / سامية عبد السعيد
........................
النص
« برهان »
لمحته يعبر الحاجز، ركضت نحو عينيه تفتش عن حروف اسمها، كانت يد الشوق مبتورة!
غاص في ملامح طفلها؛ عله يلتقط شيئاً منه! وبلسان متثاقل يردد:
هل...؟!
أشارت لأخر الشارع.. ها قد وصل.
••••••
سامية عبد السعيد ٢٧ مارس ٢٠٢٢
....................
« القراءة »
للوهلة الأولى يكتشف المتلقي ان لغة السرد لغة بسيطة وبريئة وشفافة ولكن سرعان ما يقف فاغرا فاههُ لعمق التعبير! فهي تكتم اكثر مما تعلن ظاهريا. وقد نجحت القاصة في الأختزال لأقصى حد ممكن، مع التحريض للمتابعة والاستكشاف.
وأختيار العنوان له أهمية خاصة في هذا الفن الابداعي الجميل ( القصة القصيرة جدا)، فهو يضع المتلقي في باحة التأويل والتفسير، والنص هو تكملة للعنوان عبر التوسع فيه وتقليبه في صيغ مختلفة ويؤسس لوعي القاريء، وهو هنا المرآة المستوية القائمة العاكسة للسياقين الداخلي والخارجي. وبالعودة الى العنوان(برهان):
هو الحجة او الدليل او الأثبات لحالة ما، وكأن كل منهما يخاطب الآخر ويقول " ياأيها الماضي هات برهانك إن كنت صادقا! "
**فهي تفتش عن حروف اسمها في عينيه، تبحث عن دليل الصدق، عن الاثبات، عن الأثر المتروك من الغياب الذي حددت عمره في ذكاء وحنكة.
**أما هو، فهو يفتش عن وجوده فُيَ ملامح صغيرها(غاص في ملامح طفلها...) وبهذا يشير الى عمق العلاقة الحميمية المبتورة لاسباب لانعرفها!
** "كانت يد الشوق مبتورة.. " هنا تشير الى بتر العلاقة الحميمة، والبتر هو القطع المطلق الذي لا رجاء في عودته ثانية، و تشير بطريقة التأكيد على ارتباطها بشخص آخر!
شكرا للمبدعة وشكرا للمنتدى الذي يتحفنا بجميل السرد والقراءات.
هناء العامري ٢٨ مارس ٢٠٢٢
..................
إضافة عامة
مايشدني الى هذه المجموعة هو الكيفية المتنوعة التي يتم بها تناول النصوص، وكذلك طيف النصوص المختارة للقراءة؛ وهذا يدل على جدية السعي لتوسيع قاعدة التلقي والامتاع، بالأضافة الى الوقوف على أهمية القراءات النقدية المتباينة تبعا لثقافات القراء والبيئة الاجتماعية للمتلقي وعوامل اخرى.
التحية لاتكفي، والشكر أيضا قليل.
دمتم ساحة ادبية مضيئةلكل ابداع رصين.