زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

« قراءة » _ بقلم: الأديب / محمد البنا _ لنص « برهان » _ للقاصة الجزائرية / سامية عبد السعيد


 




الإيحاء السردي والمساحات الفارغة


« قراءة » بقلم: الأديب  / محمد البنا


لنص « برهان » 


للقاصة الجزائرية / سامية عبد السعيد 



........................


النص


« برهان » 



لمحته يعبر الحاجز، ركضت نحو عينيه تفتش عن حروف اسمها، كانت يد الشوق مبتورة!

غاص في ملامح طفلها؛ عله يلتقط شيئاً منه! وبلسان متثاقل يردد:

 هل...؟!   


أشارت لأخر الشارع.. ها قد وصل.




••••••••



سامية عبد السعيد ٢٧ مارس ٢٠٢٢


........................



« القراءة » 



بين يدينا بالكاد ٢٥ كلمة وعدد قليل جدا من حروف الجر، وعنوان من كلمة واحدة..فماذا وضعوا في مخيلتنا وما الذي وقر بهم في أذهاننا؟ ..لنترك الإجابة عليهما مؤقتا ونذهب إلى بنية النص القصير جدا.

نص ابتنى على ٦ افعال في الزمن الماضي ( لمحته/ ركضت/ كانت/ اشارت/ غاص/ وصل ) أربعة منهم أفعال حركية ( ركضت ، أشارت، غاص، وصل) واثنان ساكنين ( لمحته، كانت وأربعة منهم أنثوي، وأثنان ذكريان.

كما اشتمل النص على أربعة أفعال في الزمن المضارع (يعبر، يفتش، يلتقط ، يردد) ثلاثة منهم حركية وواحد فقط ساكن (يردد) والأفعال الأربعة ذكورية، فما الذي استفاده النص من ذلك ؟..الجواب ببساطة..الأفعال الساكنة تضفي بعدًا حسيًا للمتن السردي، بينما الأفعال المتحركة تضفي إيقاعًا للسرد، بالإضافة إلى تتابع آني للأحداث، يضع المتلقي في موقع المتفاعل وجدانيًا مع النص، ونقطة أخرى أراها في توازن الأفعال النسوية والأفعال الذكورية كما نوهت عاليه، مما أعطى مساحة تداخل صراع نسبي محسوس بين مشاعر أنثوية ومشاعر ذكورية منبعها- في متن النص - ثلاث محركات ثابتة ( العلاقة القديمة / الطفل / البرهان " الزوج")

وهم ثلاث منابع اولهم تخيلي، وثانيهم واقع داخل الكادر المشهدي، وثالثهم واقع خارج الكادر المشهدي.

والمشهد مشهد واحد لا غير محدود المكان، وتوقيته لحظة زمنية، وشخوصه أربعة..ثلاثة منهم داخل الكادر المشهدي ( الرجل/ السيدة / الطفل) وخارج الكادر شخص واحد معنوي ( برهان).. هل لدينا غير ذلك؟..عن نفسي لا أعتقد، لذا سأباشر الآن الإجابة عن السؤالين المدونيين أعلاه.

عاشقة سابقة وعاشق سابق يلتقيان مصادفة بعد طول فراق ( عمر طفل او يزيد)، تندفع إليه مستعيدة في مخيلتها ذكريات علاقتهما القديمة، يتمعن هو في ملامح الطفل باحثًا عن ملامح تشبهه( اشارة إلى علاقة حميمية دامت طويلا، وربما نتج عنها ثمرة سفاح يسألها علّه يحظى بما يريحه( أبوة)، فتشير له إلى الأب الحقيقي للطفل..إلى هنا ينتهي النص في هدوء قااااتل، وليطلق لنا كقراء مخيلتنا ويحررها من قيود ظاهر النص ( حروفه وكلماته ومشهديته) فتسيح في فصاءات ما خلف الحروف، وما خلقته المساحات الفارغة..علاقة حميمية بكل ما فيها، ثم فراق..نتساءل لم ؟ وماذا وكيف؟، وحالما ننتهي من تخيل تلك العلاقة وفحواها وملابساتها، تنطلق مخيلتنا إلى الشوق المكبوت واليد المبتورة والحب الذي لم يمت، ومن ثم نتوقف متأملين- مع الزوجة- ملامح العاشق السابق وقد أُسقط في يده، فأصابه إحباط وخذلان نفسي معنوي..غصة في قلبه، ذبول نظرته وانكسارها، ومادي..تهدل ذراعيه إلى جانبيه، تثاقل قدميه إلى الأرض، تنهيدة أسى وربما دمعة في عينيه.

برهان...نص بسيط الطرح، بلغة بسيطة موحية دقيقة الدلالة، وسردية سلسة دون تقعر بلاغي، بل اتكأ المتن على صور بلاغية( كناية) غاية البساطة ولكنها صارخة التأويل والدلالة...

يد الشوق مبتورة

يفتش في عينيه عن حروف اسمها

عله يلتقط

غاص في ملامحه.


تحياتي لإبداعك البسيط المذهل



••••••••••



محمد البنا ٢٨ مارس ٢٠٢٢













عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية