قراءة نقدية لقصة في نص تجريبي: خماسية (مرايا) للقاص المصري"محمد البنا"
نص تجريبي
............
خماسية * مرايا *
١- هواء
في منتصف غابته كثيفة الأشجار انتصب على أربع يزأر، يعلم أن زئيره يمتد دائريًا لمسافة خمس كيلومترات، ولدهشته لم تبصر عيناه على امتداد بصره أحدا.
٢- خواء
في بقعة عارية تتوسط ميدانًا عتيقا، وقف يلوح بذراعيه، ويتنفس بعمق، ثم ما لبث أن أطلق صرخةً مدوية تخلخلت إثرها طبقات الهواء المحيط، بينما حلقة العيون شديدة البريق تضيق حوله، ولدهشته لم يع أن الشمس لا تزال حارقة
٣- ماء
مد بصره حيث ماء ولا شواطئ ، يسبح ويسبح ويسبح، ولدهشته - حين أجهدته السباحة- ألفى جسده يلامس القاع.
٤- صحراء
امتداد الرمال المنبسطة تجاوز مد بصره، تثاقلت خطاه واغمض عينيه حين هبوب ريح، وعندما فتحهما دُهش لحظة أدراكه أنّ جسده عالقٌ في شقٍ بين جبلين.
٥- ظلام
في زاوية من الزوايا الأربع لغرفته المظلمة، افترش الأرض واضعًا رأسه بين كفيه، هنيهة ونهض ناظرًا لنفسه في مرآة ضخمة تحتل الجدار، ولدهشته لم ير سوى عينين تبرقان.)
عُنوان النص :
عُنوان النص هو " مرايا " ، والمَقصود بالمرايا هو الكشف الصريح لمُشكلة ما ، وعندما نقرأ " الخُماسية " نجد أن القاص يُلقي الضَوء على الواقع من خلال البطل/ المُصلح الاجتماعي الذي يحاول تغييره لكن كلماته تذهب أدراج الرِّياح.
وتُصور قصة " مرايا " الإنسان المُعاصر الذي يعيش في واقع شبيه بالغابة؛ لذلك حاول البطل/المُصلح الاجتماعي أن يتقمص دور الأسد والصيحة _ أو الزئير_ هو رمز لكل المحاولات التي نبذلها لتغيير الواقع المادي لكننا نفشل لذا تبدأ الخماسية ب " هواء" حيث الزئير الذي يطلقه البطل / الأسد لكن .... لا مُجيب ...لا مجيب و تنتهي القصة بوقوف البطل وحيدا أمام المرآة (أي عدم التجاوب/الحقيقة) كأن الانسان يتحدث مع نفسه!!
الاسم في موقع جوجل:
الناقد عاطف عز الدين عبد الفتاح