زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

«صدقة» بقلم القاص: عمر حمش _ مع قراءة نقدية بقلم/الناقد: وليد كاف.


 النص:

صَدَقة ..

أبهجَهُ قميصُ البالةِ الذي اشتراهُ، وبعد عمليةِ تعديلٍ أجراها؛ لبسه، وخرج به ..

لكن مالكَه السابقَ الذي خلف البحار؛ أخذ يأتيه ..

تُهبِطُه السّماءُ، أو الأرضُ تقذفهُ ..

يرتسمُ وجهُه، ويتشكّلُ، حتى يأخذَ هيئةَ عارضٍ؛ يبدّلُ ملابسَ، ويدورُ، ثمّ يتوقف؛ ليشيرَ إليهِ، وهو يقول:

- جميلٌ عليك قميصي.

---

بقلم القاص: "عمر حمش"


القراءة:

سحرٌ ما خلف هذه القصة القصيرة جدا لاتدري بالضبط مبعثه

 ...هل هي السعادة بامتلاك قميص من البالة ام ان التفوق الذي في هذه القصة مبعثه التصرف في تطوير مفردة

 " هبط" لتنهض أمامك بكامل بهجتها فتصبح " تُهبط " مما يدل على قدر وافر من امتلاك مذاق لغوي جميل

..... أو بتقديم كلمة الأرض على كلمة تقذفه لتنهتي العبارة السابقة بكلمة السماء فتتلوها كلمة الأرض...لأن في تقارب هاتين العبارتين من الالق ما يكفي ليذهب خيالك بعيدا فيدثرك الخشوع وتستسلم للاقدار ...كل ذلك وانت لم تأمن بعد سطوة الحدث في القصة تلك السطوة الساحرة المنفلتة من اقتدار على تسخير ذلك الحدث لمصلحة القصة فأنت امام بهجة تظن انها ستكتمل بعد قليل لتنصلب مشاعرك سريعا مع مالك القميص الهابط من السماءأو المقذوف من باطن الأرض فتعتريك الدهشة فتذهب لتتسول الصبر لعلك تعرف ماالذي سيحدث بعد ذلك... لقد استطاع الكاتب ان يدعك في فضاء من الحيرة متشوقا لمعرفة القادم ...ثم لتتفاجأ بمنتهى الانكسار عندما تسيل كلمات "جميل عليك قميصي" من فم صاحب القميص ....

حتى البالة لم يعد فيها ما يترك للمنهك قليلا من الفرح 

احسن الكاتب في قصته هذه فاشخاصها عددهم محدود وحدثها متوافق في مساره والجملة الأخيرة نجحت في ترك الدهشة لدى المتابع.

بقلم الناقد: "وليد كاف".

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية