أو بعد بضعة أمتارٍ
لا تكترث المسافات الحبلى
بالوجع
لا تعبأ بظلال الأشخاص
أو الأشجار
ولا حتى بظلال الجبال
لا تهتم الأمطار
بأيِّ أرضٍ تنزل
ولا تستجدي الأزهار
البقاء بعيدًا
عن أيدي العابثين
من الأطفال البدينين
وعن أعين الكبار
الذين يعانون
من مرض التوحُّد
هنا أو هناك
لا تحمل الخطوات
عبء البعد
بعد أن تنوء الظهور
بأحمال الحنين
وتنحسر النظرة الأخيرة
-المنشطرة بين جهتَين-
عند النافذة السوداء
بعد أن أغلقها السائق
-الذي لا يملك هويةً شخصيةً
ولا رقمًا حكوميَّا لسيارته-
بيني وبينك
قبل أن تنطلق بدقيقةٍ واحدةٍ
ويبتلعها زحام العجلات
فأرى تقلَّب وجهكَ
في الطريق
أرى تقلَّب نظراتكَ
قلبكَ
طقسكَ
صوتكَ
مزاجكَ
ظلكَ
,,
ظلك
وهو يعدو بعيدًا
خارج الحيِّ
حيث يزحف ألمي
من أعلى المئذنة
إلى أدنى القبر
وتمضي أنت وحيدًا
بلا
,,
ظلي
,,
إيمان السيد