زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة بقلم الدكتور/عبد المجيد أحمد المحمود لقصة(اصطفاف) بقلم الكاتب/مهاب حسين مصطفى.


 قراءة متميزة للدكتورعبد المجيد أحمد المحمود لقصة رائعة

 #اصطفاف بقلم الكاتب 

مهاب حسين مصطفى 

.......

قصة قصيرة جدا

 اصطفاف

اختبأتُ ردحاً من الزمن، طافوا حولي مرات.. لم يروني. سئمت العزلة، خرجت أستطلع، وجدتهم يدونون أسماء الفائزين بلعبة الغميضة.. فوق شواهد القبور!.

مهاب حسين/مصر.

.........


الغميضة هل أضحت لعبة أم إيديولجيا للأنانية الجمعية؟

قراءة في نص( اصطفاف) 


لسبب ما( و دون مقدمات)

اختار بطل النص الاختباء و العزلة( غالبا الاختباء هنا رمزي/ قد يكون بمعنى إخفائه لهمومه و مشاكله عن الآخرين، و إيثار الصمت و الصبر عليها)، و هذا من أهم سمات السرد الوجيز جدا، حيث يضعنا مباشرة في عمق المعاناة دون تبرير أو تعليل او شرح. 


أجادالبطل الاختباء( إذ لم يعثر أحد عليه)

بحثوا عنه عن بعد، فلم يلامسوا همومه و أحزانه و مشاكله و ما يحيلنا إلى هذا التأويل عبارة:( طافوا حولي مرات..لم يروني)، و هذا يلمح إلى أن الآخرين لم يكونوا جادين في معالجة أسباب عزلته و اختبائه، فالطواف عن بعد لا يمنحنا رؤية واضحة صادقة. 


سئم العزلة، خرج يستطلع الأمر، يستطلع سبب عدم عثورهم عليه..سبب عدم

اكتراثهم به...

ماذا كانت نتيجة الاستطلاع؟ 


لقد وجد أن الناس تلعب مع بعضها لعبة الغميضة، فالبعض يغمضون أعينهم، و آخرون ينثنون على أنفسهم و آلامهم، و يكون هناك تواطؤ من الأعين، التي تغريها لعبة الغميضة، فلا تكترث كثيرا للبحث عن هؤلاء المتعففين في آلامهم، فتتركهم يغرقون في مخابئ الحزن و الألم و الهم، و بذلك يكون هؤلاء المختبؤون هم الفائزون باللعبة، الفوز المؤلم القاهر، إذ يحسنون الاختباء حتى أنهم لا يظهرون إلا حين يساقون إلى مثواهم الأخير، و تعلن أسماؤهم على شواهد قبورهم. 


نص مؤلم جدا، يعالج فكرة باتت تشكل هاجسا يؤرقنا، إنها فكرة الوحدة و العزلة و عدم الاهتمام الجدي من الآخرين بما يعترينا من ألم و نصب، في مجتمع كانت أهم سماته التشارك في الأفراح و الأحزان. 


اختار الكاتب لنصه طريقة سرد عبر تبئير داخلي ثابت، و قد كان ناجحا في توظيفه للتعبير عن فكرة جمعية أصبحنا نعانيها كثيرا، فمن خلال معاناة البطل رسم السارد لنا معاناة جمعية، فالفائزون في لعبة الغميضة كثر، و المتألمون كثر، و إن كان لهذا الطريقة( التبئير الداخلي الثابت)محاذيرها التي قد تحول النص إلى خاطرة وجدانية، لكن استخدام الكاتب لأفعال حركية و توظيفها في تحريك المشهد جعلته متمكنا من طرح الحكاية، دون الوقوع في تلك المحاذير. 


الدلالات السيمولوجية في النص، كانت موحية بشدة، حيث استخدم الكاتب الترميز كوسيلة لتجنب الطرح المباشر للقصة، و قد أدت وظيفتها في توصيل الفكرة من خلال الإيحاء و الذهاب بعيدا عن الظاهر للعمق لسبر الفكرة، و اكتشاف خيوط الحبكة.

و لم تقع في مطب التلغيز المفرط أو الإبهام المستغلق، و كان استخدام الترميز و الإيحاء و الإضمار ناجحا في وضع دلالات نصية تمكن القارئ من استنطاقها، و الاتكاء عليها أثناء قراءة النص.

نص يحتاج تكرار القراءة للتعامل معه بشكل تقني جيد. 


يحتاج النص للتماهي مع نجاحه التبئيري و السيميائي إلى عنوان أكثر دلالة، و هذا لا ينقص من جمال النص و براعته شيئا. 


نص متمكن..جميل..كتب بعناية واضحة..حقق شروط السرد الوجيز جدا بمهارة عالية، و هذا ليس بغريب على الأستاذ مهاب.

بدوام التوفيق و الألق إن شاء الله.


د.عبد المجيد أحمد المحمود/سوريا

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية