***********
رَبَّاهُ إنّي قَشَّةٌ في نارِهِ
رَبَّاهُ عُذني من حريقِ جِمارِهِ
*
كم كنتُ أكذِبُ في الإجابَةِ عندما
سَأَلُوا عُيُونِي ما رماكِ بِدارِهِ
*
كَذِبَ اللِّسانُ وكُلُّ حرفٍ كاذِبٌ
عينايَ أصدقُ من حرُوفِ غُبارِهِ
*
عينايَ في الشّوقِ الأخيرِ هُنا بَكتْ
والرِّمشُ ضجَّ مُرفرِفاً بِجوارِهِ
*
هل يُذنبُ الشَّوقُ الحَمِيُّ إذا اعتلى
كَخُيُولِ عَبسٍ فوضويَّ أُوارِهِ
*
أَوَ ما رأيتَ العاشقينَ على الثرى
قد أسلَمُوا الأرواحَ مِن إعصارِهِ؟
*
هل تُذنِبُ الشَّفَتَانِ إن صَمَتَتْ وقد
بالكبرياءِ ....تعلَّقَتْ بجدارِهِ؟
*
يا فأسَ أبرهَةَ المُسنَّنَ هل تَرَى
حجَرَ الحُطامِ يقُومُ مِن آثارِهِ؟
*
سِجّيلُ آلِهَةِ الصَّبابةِ ثائِرٌ
فليسجُدِ الطّاغوتُ في أستارِهِ
*
هلّا رمَيتَ السّيفَ يا بن مُهَنَّدٍ
ما طافَ حرفٌ في قصيدِ نزارِهِ
*
أَوَ قد ظننتَ الموتَ عانَقَ مِعزَفي
لمّا ذبحتُ اللحنَ في قيثارِهِ؟
*
يا طيرَ مرتفع السلاسلِ هل بكى
ليلاً حبيبُ القلبِ من عشتارِهِ؟
*
أَوَ ما حملتَ مع الصَّباحِ رِسالَةً
لِمُتَيَّمٍ أعطاكَ مِن أسرارِهِ؟
*
الحُبُّ أنبتَ في الحُشاشةِ زاجلاً
حتّى دسستُ الشَّوقَ في مِنقارِهِ
*
لا سُلطَةً للكُرهِ....إنَّ دَماً جَرَى
بالحُبِّ يوماً هامَ في جَزَّارِهِ
*
نرجس الجبلي