« غيرة »
••••••••
وثبتُ بكلّ ثقتي إلى ذلك الرّواق، كان لامعاً وأنا فتيّة تنضحُ جمالاً وتنتثرُ عبقاً، إلى أن أتيت!.. عميقة تجربتك، قاسية أناملك، دون اكتراثٍ بإرادتي شكّلتني من جديد
الوقتُ يمرّ، تأخذُ من عمق لوني وتمزجهُ مع لمعاني وفتوتي، فتزدادُ أنت جمالاً، شباباً، وألقاً !
بينما أنا أذوي، أذبل، تتغيّر ملامحي..
الناس يمرّون دون اكتراث..
وفي تلك الليلة أتيتني دون سابق موعد، بألوانٍ رماديةٍ باردة، ..قطّعتني..ثم مضيت دون أن تنبس ببنت شفة، فقط..فقط مصمصت شفتيك!..ورميتني بنظرة باهتة، لم أعِ أهي إعجاب أم عدم رضا، ثم ابتلعني بَعدكَ ظلامٌ دامِس.
أنا ..
تحت ذلك العمود المنير بضوءٍ ساطع، في ذلك الرّواق الذي لطالما كان مصدر دهشتي، ابتسامتكَ واثقة، راضية،
الجمهور .. فجأةً يتزاحم حولي، عدسات المصورين، الهمسات تعلو..
يزداد إحساسي بأني فريدة مُزجت بشرتي ألوانها بعمق جراحي، تناثرت بتلاتي على الأطراف الرّماديّة، جراحي باتت مرئيةً جداً رغم ضبابيّة اللون،..
عانقتُ جدار أطرافي لأخفي ارتباكي ثمّ رأيتك من بعيد، مفتتناً بما فعلت، تبحثُ عن قبّعتك،لم تجدها،...
/فان كوخ/ جديد نصّبك القدر، الأدوات سكاكينك التي تفنّنت بنحتِ محيط خصري وأطراف أناملي تحت ذلك الجزء الظّاهر من روح ألواني،
أربعةُ شُبّان رفعوني، أصواتُ تصفيقٍ وتَرحاب، نظراتُ دهشة،كلمات مديح،
سكنتُ أخيراً ذلك الرّواق، عينيّ مازالتا دامعتين،باتجاهك أرسلتُ تلكَ النّظرة هامِسة " أنتَ الفنّان وأنا...."
عميقةٌ توسلاتي...
عندما اقتربتَ أكثر، كانت ألواني قد تعلّقت بالجرح أكثر،
المديح يعلو، أنت تضحك...
التُقِطَتْ الصّور، فقط أنا وأنت، نظرتي مازالت دامعة، نظرتك باتت قاسية!..تأملتني للمرة الأخيرة..قبل أن تتناول يدك معولك و....تتقدّم صوبي.
تمت
•••••••
ريم محمد